السبت، 23 فبراير 2008

مديح التمادي

كنت...
وكمن كان يبحث عن مكاني
بين هذا الذي قيل وما لم يقل
بين سطو الشعر وأسرار القبل
وعلى صهوة الحرف المضرج بالدخان...
تلفٌا يخفي تلفا
والعمر مرآة وعامان
هكذا البداية تتلو النهاية
والقوافي حرف ماكث بين عورة الماضي،
وماض يبحث عن مكان...

رحلة القلب بين أوتار الشدو، وربى الجنان
عاكف بين لهو الوميض وعشق التلاوة،
بين زهو الراحلين إلى هناك حيث الخلوة الكبرى،
حيث التلاقي بين شوق البداية عند سدرة العمر ورجفة القرآن...

مالت أماني الورى حيث الرؤى والتمادي،
وترا يتراخى فوق غصن زائف عافته الأغاني،
عودي إلى حيث الندى، إلى حيث الطهر يجتاح العيون،
مدي أظاليل تعلو آفاق شطآني...

وأفقت حين كان الوله يلثم ما تبقى من غفوتي
وتماهيت بالندى، بالعقيق، بالسندس المعسول
باشتعال هزني عاليا مثل نسمة نشوى بالأقحوان

هاهنا أقبلت لحظة البوح من أفق هناك
شدت مواسمي
تهت وتاهت مواويلي
وفي عبق الرؤيا ترنحت ألامس جذوة التيه
وشعاعا تدلى خيوطا وأغاني.

يا خالقي في ساعة من شذا العرفان:
(عجبت لمن يقول: ذكرت ربي وهل أنسى فأذكر ما نسيـت؟
شربت الحب كأسا بعد كـأس فما نفذ الشراب وما رويـت)
ألهمني حبا آسرا،
فقد أيقنت أن "لون الماء لون إنائه"،
وأن العشق بالعشق نشوة وتفاني..


لبوخ بوجملين

الأربعاء، 6 فبراير 2008

قصيدة مهداة إلى كل من فيه بقية من أمل

تمـــــــــــــــــــــــــــــــــاهي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أمدّ الندى عبر غيم المدى
وآوي إلى حرقة الشدو نأيا، أرفرف مثل جناح تهادى،
فتسرقني شاحبات القوافي، وتنأى إلى هوة...
وفي غمرة السهو تصحو غيومي، فأصحو،
شذى يترامى، ورجع صدى.

ربيع القوافي، تأوه،
فشعري تلاشى وغاب،
وفيض القصائد أضحى هراءا،
وليلى انزوت في حنايا الغياب،
وقيس الهوى قد تهاوى وذاب.

أراني غديرا، وعذبا ومثلي الهواء...
مليئا بعطر الصبا،
بهدي السماء،
وقلبا تشظى، وروحا تجوب البيادي وتسمو
ورملا ترامى، ونخلا خضيلا...
ونارا وماء...

أناي تماهى بنور تجلى،
وطهر بفيض العلا قد تعلى...
وصبح عفيف تراءى، مداه العليل تسلى...
أيا راحلا في بريق التجلي،
رجاءا رحيبا بخيط الرجا قد تدلى.

متى عاودتني الرؤى صرت سهوا ‼
وتيها بعطر الجوى قد تروى...
وشعرا يحاكي الليالي بحرف عروب،
صداه البهيج سراجا ونشوى...
أناجي القوافي لعلي... بفيئ صفاها أمد الجسورا
وأطوي الدروب بشدو عليل،
تعالى بطول النجوم نشورا.

أيا روحة الروح بين الرياض نسيما
أعيدي إليَّ رحيقي... وصحوي الأخيرا.



لبوخ بوجملين